مِن سُبل تدبُّر القرآن الكريم
قال
الزَّركشي - رحمه الله -: "مَن لم يكنْ له عِلمٌ وفَهْمٌ، وتقوى وتدبُّر،
لم يدركْ مِن لذَّةِ القرآن شيئًا" [البرهان للزركشي 2/ 171]
فمعايشةُ
معاني الآيات أعظمُ سُبل تدبُّر القرآن، وقد كان للصحابةِ - رضي الله عنهم
- أوفرُ حظِّ، وأعظمُ نصيبٍ من تدبُّر القرآن؛ لِمَا شاهدوه من القرائنِ
والأحوالِ التي اختُصُّوا بها، فحصل لهم الفَهْمُ التامُّ، والعِلمُ
الصحيحُ.
وإنَّ هذا القرآنَ لا يَمنحُ كنوزَه إلاَّ لمَن
يُقبل عليه، وكلما خَلُصت حياةُ الإنسانِ لله، وتعلَّق قلبُه بهَمِّ
الآخرة، وصُفِّي من هموم الدنيا، وتطهَّر من لوثةِ تقديِمها على الأخرى،
سيجد أُنسًا بالقرآنِ لا ينتهي.
عن عثمانَ بنِ عفَّان - رضي
الله عنه - قال: "لو أنَّ قلوبَنا طهُرتْ ما شبِعتْ من كلامِ ربِّنا،
وإنِّي لأَكْرَهُ أن يمرَّ عليَّ يومٌ لا أنظُر في المصحف".
[المصدر: تدبر القرآن للسنيدي ص97]